كتابات | آراء

الفيتو الأمريكي.. ومشروع حل الدولتين!!

الفيتو الأمريكي.. ومشروع حل الدولتين!!

تعودنا دائماً من الإدارة الأمريكية.. جمهورية كانت أم ديمقراطية.. عندما تتحدث عن شيء يتعلق بسياستها تجاه العرب والمسلمين بأنها تفعل عكس أو نقيض ذلك تماماً..

فمثلاً عندما تتحدث عن الحلول والمفاوضات فإنها في الواقع تتجه نحو التصعيد وافتعال التعقيدات، وعندما تتحدث عن السلام فهي تتجه نحو تأجيج الصراع وإشعال الحروب، وعندما تتحدث عن مكافحة الإرهاب فهي تمارس إرهاب الدولة قولاً وعملاً بكل صوره وأشكاله، وعندما تتحدث عن الحقوق الفلسطينية فهي عملياً تتجه نحو تشجيع الكيان الإسرائيلي المحتل على المزيد من الاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم مساكن الفلسطينيين وإقامة المستوطنات على أنقاضها، وعندما تتحدث عن حقوق الأطفال والنساء ومنهم أطفال ونساء فلسطين فهي تجعلهم ضحايا لحروبها القذرة وتمنحهم حق الموت الجماعي تحت أنقاض مساكنهم أو مدارسهم كما حصل لأطفال ونساء غزة.. لذلك فلا غرابة أو دهشة من الموقف الذي اتخذته هذه الإدارة المنحرفة أخيراً في مجلس الأمن الدولي والمتمثل باستخدامها لحق النقض الفيتو ضد مشروع قرار صوت عليه المجلس بمنح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة والذي يتناقض مع موقفها المؤيد لمشروع حل الدولتين لأنها في الواقع تفعل عكس ما تقول.. فمشروع حل الدولتين الذي دأبت على الترويج والتسويق له في كل المحافل لا يعني كما نفهمه نحن قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة جنباً إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية، بل يعني وفقاً لنهجها المعكوس قيام دولة إسرائيل الكبرى القوية المهيمنة هيمنة مطلقة على كل دول المنطقة دون استثناء مع التسليم أو القبول بقيام دويلة فلسطينية ضعيفة فاقدة السيادة تعيش تحت رحمة وهيمنة وسطوة الدولة الإسرائيلية.. وهي بهذا الموقف المتعصب والمنحاز الواضح والفاضح تنقلب كلية على كل مشاريع وخطط السلام وتوجه صفعة قوية للمخدوعين بمشروع حل الدولتين من الأنظمة العربية والإسلامية.. وأمام هذه الحقيقة والاصطفاف والتعنت الذي تبديه القوى الصهيونية العالمية بقيادة زعيمتها الأشد تعنتاً وعنصرية (أمريكا) والإصرار الكبير على إنكار حقوق الشعب الفلسطيني العربي المسلم وفي مقدمتها قيام دولته المستقلة كاملة السيادة.. فإن على العرب والمسلمين والأنظمة على وجه التحديد أن يتخلوا عن السلام الذي تسوق له أمريكا وأن يعلموا علم اليقين أن السلام الحقيقي واسترداد الحقوق لن يأتِ أبداً عبر المفاوضات ومشاريع السلام الوهمية ولا عبر القرارات الدولية وإنما عبر الجهاد الإسلامي الصادق الذي تنتهجه المقاومة وأنموذجها المشرف في غزة وعليهم أن يلتفوا حولها وأن يقدموا لها الدعم والإسناد والغطاء السياسي كمقاومة إسلامية وطنية تواجه المحتل.. فبالجهاد والجهاد وحده تتصدى لهذا العدو الباغي وحلفه الشيطاني وتنتزع الحقوق بدلاً من استجدائها وتفرض السلام العادل والشامل بدلاً عن اللهث خلف الأوهام التي سرعان ما يبددها الفيتو الأمريكي المتربص.. فهل يفعلها المسلمون فيمتلكوا بالجهاد الفيتو الإسلامي الذي لا يقبل أبداً بالدنس الصهيوني على أرض الأقصى الشريف.. نسأل من الله أن يوفقهم إلى ذلك ليصبحوا كما قال جل شأنه عنهم: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ" وأكبر منكر على وجه الأرض هو ما تفعله هذه الحثالة الصهيونية من فساد وجرائم يهتز لها عرش الرحمن.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا