غريبة أيتها الحياة..!!
فيك تعرفنا على أشخاص دقت كالمسامير بداخل القلب ولن تنساهم الروح
منهم من يجمعنا بهم حب يفوق الوصف رغم المسافات
منهم من نحبهم حباً عادي رغم أننا لا نفارقهم
مقالات
اللجوء إلى بث تسجيلات مصورة -بين فترة وأخرى- لعدد من الأسيرات والأسرى تكتيكٌ ناجحٌ تعتمد عليه المقاومة الفلسطينية في تثوير جماهير «مجتمع العدو» في وجه مجلس حربه لا سيما رئيسه «بنيامين نتنياهو» الذي أثبت سير المعارك بل المجازر التي يرتكبها ضدَّ أطفال «قطاع غزة» سوء نواياه تجاه أسراه.
في خضم التحديات العالمية المتزايدة، تبرز الحاجة الملحة للتفكير بمستقبل أفضل.
وتعتبر التنمية المستدامة مسارًا حاسمًا في هذا الصدد حيث تهدف إلى تحسين أوضاع البلدان مع ضمان الحفاظ على بيئة نظيفة.
التحديات العالمية المتزايدة، والتي تتجلى في الصراعات الدولية المحتدمة والحروب التي تعصف بمناطق مختلفة من العالم كأوكرانيا وغزة، تبرز الحاجة الملحة للتفكير بمستقبل أفضل. هذه الأحداث، لم تؤثر فقط على الأمن والاستقرار الإقليمي، بل أحدثت اضطرابات عديدة أعادت رسم ملامح الاقتصادات والقطاعات العالمية. وطبيعتها تعكس الصراع الدولي المحموم على المصالح، وتؤكد على أهمية الملكية الفكرية كأداة للابتكار والإبداع في بناء مستقبل مستدام.
وفي هذا الإطار، تلعب الملكية الفكرية دورًا جوهريًا في تعزيز الابتكار والإبداع الذي يمكن أن يسهم في مواجهة هذه التحديات وبناء مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة.
وتلعب المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) دورًا محوريًا في تعزيز التنمية المستدامة من خلال حماية الملكية الفكرية، وتتيح للمبتكرين والمبدعين حماية أعمالهم وحصد ثمار جهودهم، مما يحفز على الابتكار والإبداع.
وقد اختارت الويبو شعار "الملكية الفكرية وأهداف التنمية المستدامة: بناء مستقبلنا المشترك بالابتكار والإبداع" ليوم الملكية الفكرية العالمي لعام 2024. وهذا الشعار يسلط الضوء على الدور الحيوي للملكية الفكرية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي وضعتها الأمم المتحدة.
وتشمل هذه الأهداف القضاء على الفقر والجوع، وتحسين الصحة والتعليم، وتعزيز المساواة بين الجنسين، ومكافحة تغير المناخ. وتساهم الملكية الفكرية في تحقيق كل من هذه الأهداف من خلال حماية حقوق المبدعين والمبتكرين، وضمان حصول المجتمعات على الوصول إلى التكنولوجيا والابتكارات الجديدة.
الشعار الذي اختارته المنظمة العالمية للملكية الفكرية لهذا العام يحمل في طياته أبعادًا عميقة وتأثيرًا ملموسًا، إذ يبرز بوضوح الدور الجوهري الذي تلعبه الملكية الفكرية في دفع عجلة التنمية المستدامة. يتناغم هذا الشعار مع رؤية اليوم العالمي للملكية الفكرية لعام 2024، مؤكدًا على أهمية الابتكار والإبداع كركائز أساسية لصياغة مستقبل مشترك يسوده التعاون والتقدم.
إن الاحتفال بصانعي التغيير حول العالم أمر بالغ الأهمية في هذا الوقت الحرج. هؤلاء الأفراد والمنظمات الذين يقودون الابتكار والتغيير الإيجابي هم في الحقيقة أمل البشرية للوصول إلى مستقبل أكثر استدامة وعدالة اجتماعية.
هذا العام، وفي جميع الأعوام، يجب أن نركز على الاحتفاء بهؤلاء الرواد والمبتكرين الذين يعملون بلا كلل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحسين نوعية الحياة للجميع. فمن خلال دعمهم ومكافأتهم على جهودهم، نستطيع أن نلهم الآخرين للانضمام إلى هذه الحركة التغييرية الحيوية.
لذا دعنا نغتنم هذه الفرصة للاحتفاء بصانعي التغيير في مجتمعاتنا وعبر العالم، ونشكرهم على إسهاماتهم القيمة في صنع مستقبل أفضل للبشرية.
ولتفعيل التنمية المستدامة من خلال الملكية الفكرية، يمكن اتخاذ الخطوات التالية:
استثمار الدول في أنظمة ملكية فكرية قوية: من خلال إنشاء أنظمة ملكية فكرية شاملة وفعالة، يمكن للدول جذب الاستثمار الأجنبي وتعزيز الابتكار المحلي.
توفير التدريب والتوعية للمبتكرين والمبدعين: يجب على الحكومات والمنظمات المعنية توفير التدريب والتوعية للمبتكرين والمبدعين حول كيفية حماية أعمالهم من خلال الملكية الفكرية.
تعزيز التعاون الدولي: يجب على الدول التعاون مع بعضها البعض لتبادل أفضل الممارسات والعمل على تطوير معايير ملكية فكرية عالمية.
من خلال تبني هذه المقترحات، يمكننا الاستفادة من قوة الملكية الفكرية لبناء مستقبل مستدام ومزدهر للجميع. من خلال حماية الإبداع والابتكار، يمكننا دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين نوعية الحياة للمجتمعات البشرية.
تؤكد ديناميكيات التحالفات العسكرية، وخاصة داخل مناطق الصراع، على الدور الحاسم للثقة والمواءمة الاستراتيجية بين الحلفاء. تشير هذه التحالفات، التي غالبًا ما تتضمن مجموعة من الفاعلين الحكوميين والجهات الفاعلة غير الحكومية، إلى الاستعداد للمشاركة في صراعات إقليمية أوسع. وعادة ما يتم تنسيق هذه المشاركة كجزء من جهد جماعي لتغيير توازنات القوى الإقليمية أو تحقيق أهداف سياسية محددة. تٌبنى مثل هذه التحالفات على أساس المصالح المشتركة والتهديدات المتصورة والأهداف المشتركة التي تصطف الأطراف المعنية معاً ضد خصم مشترك.
ولعل التحالف الاستراتيجي لمحور المقاومة هو المثال الأبرز والأنجح لمثل هذه التحالفات التي ساهمت بتغيير موازين القوى الإقليمية وتحدّت الهيمنة أحادية القطب للولايات المتحدة والتي تم كسرها لأول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي على يد أبطال محور المقاومة الذين تصدوا للولايات المتحدة وإسرائيل في حرب مركبة لم يشهد لها مثيل في التاريخ الحديث. وتمثل هذه العلاقات البينية بين أعضاء محور المقاومة رمزًا لشبكة دعم أوسع وأكثر تعقيدًا تتجاوز مجرد الدعم السياسي، وتمتد إلى المساعدات العسكرية والتدريب الاستراتيجي. وتشهد مثل هذه التحالفات على الطبيعة المتعددة الأبعاد للصراعات الحديثة، حيث يعمل التقارب بين الإيديولوجية والمخاوف الأمنية والسياسات الإقليمية على خلق إطار قوي للتعاون.
وتلعب إيران، على سبيل المثال، دوراً هاماً في هذه الشبكة، حيث تقدم دعماً عسكرياً ومالياً كبيراً وتدريباً للجماعات المتحالفة، بهدف تعزيز قدراتها في مواجهة الخصوم. وهذا ما أكده إسماعيل هنية القائد السياسي لحركة حماس عندما أكد بأن إيران تساعد المقاومة بقوة، وهذه حقيقة مستمرة منذ سنوات والجميع يعرفها. إيران الشعب والقيادة،اتخذت قرارها الاستراتيجي لمواصلة دعم المقاومة منذ اللحظة الأولى لانتصار الثورة إلى الأن. ويوفر اليمن من خلال تعاون لوجستي مع إيران، بموقعه الاستراتيجي واصطفافه السياسي مع القضية الفلسطينية العادلة، بوابة لضرب الاقتصاد الإسرائيلي وتحدي البوارج الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر. ويقدم حزب الله، المعروف ببراعته العسكرية وعمقه الاستراتيجي، دعما عسكرياً منقطع النظير لحماس عبر إبقاء جبهة الجنوب مشتعلة.
علاوة على ذلك، تعكس هذه الشبكة المعقدة من التحالفات نسيجًا جيوسياسيًا أوسع حيث يساهم كل مشارك بشكل فريد في تحقيق الهدف الجماعي المتمثل في هزيمة إسرائيل والولايات المتحدة بشكل كامل. إن هذه الإستراتيجية المتمثلة بفتح جبهات متعددة منحت حماس هامش كبير من العمل على جبهات متعددة في غزة، وبالتالي تنويع أساليبها التكتيكية وتعزيز مرونتها العملياتية.
وبناء على هذه الاستراتيجية الفعالة جاءت تصريحات زعيم حماس إسماعيل هنية التي قال فيها بأن اليمن عبر أنصار الله الحوثيين دفع الاقتصاد الإسرائيلي للانهيار بشكل كامل. ويبني إسماعيل هنية تصريحاته هذه على الحقائق والمؤشرات الاقتصادية الإسرائيلية. حيث أن هجمات الحوثيين على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، كان لها آثار كبيرة على الاقتصاد الإسرائيلي والتجارة العالمية. هذه الإجراءات هي جزء من استراتيجية أوسع للحوثيين، الذين أعلنوا عن نيتهم استهداف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر كشكل من أشكال الاحتجاج على حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة. وقد أدى هذا الإعلان إلى تعطيل حركة المرور البحرية، مما أثر على الاقتصاد الإسرائيلي ودفعه إلى الانهيار وكذلك عطل هذا الحصار مسارات توريد الأسلحة إلى إسرائيل وعطل الدعم اللوجستي والاستخباراتي الأمريكي لها.
يعد الموقع الاستراتيجي للبحر الأحمر، وخاصة بالقرب من مضيق باب المندب، أمرًا بالغ الأهمية لأنه بمثابة طريق تجاري عالمي رئيسي يربط بين أوروبا وآسيا والشرق الأوسط. وقد أجبر التعطيل الناجم عن هجمات الحوثيين شركات الشحن على إعادة توجيه الرحلات أو إلغائها، مما أدى إلى زيادة أوقات العبور وارتفاع تكاليف التشغيل. وعلى وجه التحديد، اختارت بعض السفن تجنب المناطق عالية الخطورة من خلال اتخاذ مسارات أطول حول رأس الرجاء الصالح، مما يضيف وقتًا طويلاً للسفر وتكاليف الوقود وتعطيل الموانئ الإسرائيلية.
وكان لهذا الحصار أثر الاقتصادي متعدد الأوجه حيث زيادة تكاليف الشحن، وارتفاع أقساط التأمين على السفن العاملة في المنطقة، والزيادات المحتملة في أسعار البضائع بسبب التأخير وإعادة توجيه الشحنات. وهذا الحصار الأخير مهم بشكل خاص حيث أن حوالي 12٪ إلى 15٪ من التجارة العالمية وما يصل إلى 30٪ من حركة الحاويات العالمية تمر عبر هذه المنطقة. وتساهم مثل هذه الاضطرابات في الضغوط التضخمية ليس ضد إسرائيل وحدها بل ضد الولايات المتحدة المتواطئة في جريمة الإبادة الجماعية.
علاوة على ذلك، لقد فرضت إيران وحلفائها في اليمن معادلة ردع قوية ضد الولايات المتحدة وذلك لمنعها من الانخراط في الحرب على غزة. إذ أن الضربات الإيرانية المباشرة ضد إسرائيل أرسل رسالة واضحة للولايات المتحدة بأن إيران سوف تمدد أهدافها لتشمل القواعد الأمريكية إذا ما قررت الانخراط في المواجهات مع إسرائيل وساهم حصار البحر الأحمر في كسر هيبة القوة البحرية الأمريكية والبريطانية حيث يستهدف اليمن أي سفينة متجهة إلى إسرائيل وفي المقابل فلا تستطيع بريطانيا أو الولايات المتحدة الدفاع عن هذه السفن.
ختاماً، بعد 200 يوم من حرب الإبادة الجماعية بحق أهل غزة، يُظهر محور المقاومة (الذي يضم مختلف الفصائل والحلفاء الإقليميين) ثباتًا هائلاً عبر جبهات متعددة. لقد نجح هذا التحالف استراتيجيًا في تحدي وفرض معادلاته العسكرية والاقتصادية على إسرائيل وحلفائها، مما يشير إلى تحول في ديناميكيات القوة الإقليمية. ومن خلال الاستفادة من التحالفات عبر الحدود وتوظيف مزيج من تكتيكات الحرب التقليدية وغير التقليدية، لم يسبب هذا المحور بخسارة إسرائيل للحرب وانهيار اقتصادها بل أعاد هذا المحور تعريف النصر في صراع طويل الأمد بين إسرائيل وحلفائها وبين محور المقاومة سينتهي هذا الصراع بحذف إسرائيل من خريطة غرب أسيا وطرد القوات الأمريكية من المنطقة لتحكم الشعوب نفسها بنفسها.
مدير ورئيس تحرير مركز الرؤية الجديدة للدراسات الاستراتيجية